ثم أن عثر على جورهما ردت اليمين وغرما فذلك كله اقرب إلى اعتدال هذا الصنف فيما عسى أن ينزل من النوازل لأنهم يخافون الفضيحة ورد اليمين هذا قول ابن عباس وجمع الضمير في يأتوا أو يخافوا إذ المراد صنف ونوع من الناس والمعنى ذلك الحكم كله اقرب إلى أن يأتوا واقرب إلى أن يخافوا وباقي الآية بين قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل ذهب قوم إلى أن العامل في ما تقدم من قوله تعالى لا يهدى وذلك ضعيف ورصف الآية وبراعتها إنما هو أن يكون هذا الكلام مستأنفا والعامل مقدر أما أذكر أو تذكروا أو احذروا ونحو هذا مما حسن اختصاره لعلم السامع به والإشارة بهذا اليوم إلى يوم القيامة وخص الرسل بالذكر لإنهم قادة الخلق وهم المكلمون أولا وما ذا اجبتم معناه ما ذا أجابتكم الأمم وهذا السؤال للرسل إنما هو لتقوم الحجة على الأمم واختلف الناس في معنى قولهم عليهم السلام لا علم لنا قال الطبري ذهلوا عن الجواب لهول المطلع وقاله الحسن وعن مجاهد أنه قال يفزعون فيقولون لا علم لنا وضعف بعض الناس هذا المنزع بقوله تعالى لا يحزنهم الفزع الأكبر وقال ابن عباس معنى الآية لا علم لنا إلا ما علمتنا أنت أعلم به منا وقول ابن عباس حسن وهو أصوب هذه المناحي لأنه يتخرج على التسليم لله تعالى ورد الأمر اليه إذ هو العالم بجميع ذلك على التفصيل والكمال فرأوا التسليم والخضوع لعلمه المحيط سبحانه قال مكي قال ابن عباس المعنى لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا وهو اختيار الطبري وقيل لما كان السؤال عاما يقتضي بعمومه سؤالهم عن سر الأمم وعلانيتها ردوا الأمر إليه إذ ليس عندهم إلا علم الظاهر قال مكي وهذا القول أحب الأقوال إلي قال ومعنى مسألة الله الرسل عما أجيبوا إنما هو لمعنى التوبيخ لمن أرسلوا إليه كما قال تعالى وإذا الموءودة سئلت