الأرض الظاهر أن الأرض في هذه الآية هي أرض النازلة وقد جنب الناس قديما الأرض التي أصابوا فيها الذنوب ومنه حديث الذي ناء بصدره نحو الأرض المقدسة وينبغي للإمام إن كان هذا المحارب المنفي مخوف الجانب يظن به أن يعود إلى حرابه وافساد أن يسجنه في البلد الذي يغرب إليه وإن كان غير مخوف الجانب ترك مسرحا وهذا هو صريح مذهب مالك وقوله تعالى ذلك لهم خزي في الدنيا الآية إشارة إلى هذه الحدود التي توقع بهم فيحتمل الخزي لمن عوقب وعذاب الآخرة لمن سلم في الدنيا وبالجملة فهم في المشيئة وقوله سبحانه إلا الذين تابوا الآية استثنى D التائب قبل أن يقدر عليه وأخبر سبحانه بسقوط حقوقه عنه بقوله فأعلموا أن الله غفور رحيم والعلماء على أن الآية في المؤمنين ويؤخذ المحارب بحقوق الناس وإن تاب هذا هو الصحيح وقوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة الآية هذه الآية وعظ من الله تعالى بعقب ذكر العقوبات النازلة بالمحاربين وهذا من أبلغ الوعظ لأنه يرد على النفوس وهي خائفة وجلة وابتغوا معناه اطلبوا والوسيلة القربة وأما الوسيلة المطلوبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم فهي أيضا من هذا لأن الدعاء له بالوسيلة والفضيلة إنما هو أن يؤتاهما في الدنيا ويتصف بهما ويكون ثمرة ذلك في الآخرة التشفيع في المقام المحمود قلت وفي كلامه هذا مالا يخفى وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلّم الوسيلة التي كان يرجوها من ربه وأنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو الحديث وخص سبحانه الجهاد بالذكر وإن كان داخلا في معنى الوسيلة تشريفا له إذ هو قاعدة الإسلام وقوله تعالى يريدون أن يخرجوا من النار إخبار بأنهم يتمنون هذا وقال الحسن بن أبي الحسن إذا فارت بهم النار