فيها أربعين سنة ثم يموت كما يموت البشر وقوله تعالى وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته اختلف في معنى الآية فقال ابن عباس وغيره الضمير في موته راجع إلى عيسى والمعنى أنه لا يبقى من أهل الكتاب أحد إذا نزل عيسى إلى الأرض إلا يؤمن بعيسى كما يؤمن سائر البشر وترجع الأديان كلها واحدا يعني يرجعون على دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم إذ عيسى واحد من أمته وعلى شريعته وائمتنا منا كما ورد في الحديث الصحيح وقال مجاهد وابن عباس أيضا وغيرهما الضمير في به لعيسى وفي موته للكتابي لكن عند المعاينة للموت فهو إيمان لا ينفعه وقال عكرمة الضمير في به لنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وقبل موته للكتابي قال وليس يخرج يهودي ولا نصراني من الدنيا حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلّم ولو غرق أو سقط عليه جدار فإنه يؤمن في ذلك الوقت وفي مصحف أبي بن كعب قبل موتهم ففي هذه القراءة تقوية لعود الضمير على الكتابي قال ص وإن من أهل الكتاب الآية إن هنا نافية والمخبر عنه محذوف قامت صفته مقامه أي وما أحد من أهل الكتاب كما حذف في قوله تعالى وإن منكم إلا واردها وقوله تعالى وما منا إلا له مقام معلوم أي وما أحد منا وما أحد منكم قال الشيخ أبو حيان ليؤمنن به جواب قسم محذوف والقسم وجوابه هو الخبر وكذلك أيضا إلا له مقام وإلا واردها هما الخبر قال الزجاج وحذف أحد مطلوب في كل نفي يدخله الاستثناء نحو ما قام إلا زيد أي ما قام أحد إلا زيد انتهى وقوله تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم الآية فبظلم معطوف على قوله سبحانه فبما نقضهم والطيبات هنا هي الشحوم وبعض الذبائح والطير والحوت وغير ذلك وقرأ ابن عباس طيبات كانت أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا يحتمل