لليهود يأمرهم فيه بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلّم ونحوه عن ابن جريج وزاد إلى فلان وإلى فلان إنك رسول الله ثم قال سبحانه على جهة التسلية لنبيه صلى الله عليه وسلّم فقد سألوا موسى أكبر من ذلك وفي الكلام محذوف يدل عليه المذكور تقديره فلا تبال يا محمد من سؤالهم وتشططهم فإنها عادتهم وجمهور المتأولين على أن جهرة معمول لأمرنا أي حتى نراه جهارا أي عيانا وأهل السنة معتقدون أن هؤلاء لم يسألوا محالا عقلا لكنه محال من جهة الشرع إذ قد أخبر تعالى على ألسنة أنبيائه أنه لا يرى سبحانه في هذه الدنيا والرؤية في الآخرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلّم بالخبر المتواتر وهي جائزة عقلا من غير تحديد ولا تكييف ولا تحيز كما هو تعالى معلوم لا كالمعلومات كذلك هو مرئي لا كالمرءيات سبحانه هذه حجة أهل السنة وقولهم وقد تقدم قصص القوم في البقرة وظلمهم هو تعنتهم وسؤالهم ما ليس لهم أن يسألوه وقوله تعالى ثم اتخذوا العجل ثم للترتيب في الأخبار لا في نفس الأمر التقدير ثم قد كان من أمرهم أن اتخذوا العجل وذلك أن اتخاذ العجل كان عند أمر المضي في المناجاة ولم يكن الذين صعقوا ممن اتخذ العجل لكن الذين اتخذوه كانوا قد جاءتهم البينات وقوله سبحانه فعفونا عن ذلك يعني بما امتحنهم به من القتل لأنفسهم ثم وقع العفو عن الباقين منهم وقوله سبحانه فبما نقضهم ما زائدة مؤكدة التقدير فبنقضهم فالآية مخبرة عن أشياء واقعوها هي ضد ما أمروا به وحذف جواب هذا الكلام بليغ مبهم متروك مع ذهن السامع تقديره لعناهم ونحوه ثم قال سبحانه وبكفرهم أي بعيسى وقولهم على مريم بهتانا هو رميهم إياها بالزنا بعد رؤيتهم الآية في كلام عيسى في المهد وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم الآية هذه الآية والتي قبلها عدد الله تعالى فيها أقوال بني إسرائيل وأفعالهم على