تقدرون على معارضته ويؤيد هذا القول ما حكي عنهم في آية أخرى لو نشاء لقلنا مثل هذا وفي قوله جل وعلا ولن تفعلوا إثارة لهممهم وتحريك لنفوسهم ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع وهو أيضا من الغيوب التي أخبر بها القرآن وقوله تعالى فاتقوا النار أمر بالإيمان وطاعة الله قال الفخر ولما ظهر عجزهم عن المعارضة صح عندهم صدق النبي صلى الله عليه وسلّم وإذا صح ذلك ثم لزموا العناد استوجبوا العقاب بالنار واتقاء النار يوجب ترك العناد فاقيم قوله فأتقوا النار مقام قوله واتركوا العناد ووصف النار بأنها تتقد بالناس والحجارة وذلك يدل على قوتها نجانا الله منها برحمته الواسعة وقرن الله سبحانه الناس بالحجارة لأنهم اتخذوها في الدنيا أصناما يعبدونها قال تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون فإحدى الآيتين مفسرة للأخرى وهذا كتعذيب مانعي الزكاة بنوع ما منعوا انتهى قوله تعالى وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات الآية بشر مأخوذ من البشرة لأن ما يبشر به الإنسان من خير أو شر يظهر عنه أثر في بشرة الوجه والأغلب استعمال البشارة في الخير وقد تستعمل في الشر مقيدة به كما قال تعالى فبشرهم بعذاب أليم ومتى أطلق لفظ البشارة فإنما يحمل على الخير وفي قوله تعالى وعملوا الصالحات رد على من يقول أن لفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات لأنه لو كان كذلك ما أعادها و جنات جمع جنة وهي بستان الشجر والنخل وبستان الكرم يقال له الفردوس وروى النسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم ان ثياب الجنة تشقق عنها ثمر الجنة وروى الترمذي عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب قال أبو عيسى هذا حديث حسن انتهى من التذكرة ت وفي الباب عن ابن عباس وجرير بن عبد الله وغيرهما وسميت الجنة جنة