قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد ومعلوم أنه أراد صلى الله عليه وسلّم ما بين لحييه اللسان وما بين رجليه الفرج والله أعلم ولهذا أردف مالك حديثه هذا بحديثه عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر رضي الله تعالى عنه وهو يجبذ لسانه فقال له عمر مه غفر الله لك فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد قال أبو عمر وفي اللسان آثار كثيرة ثم قال أبو عمر وعن أبي هريرة أن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان البطن والفرج ثم أسند أبو عمر عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال من يتكفل لي بما بين لحييه وما بين رجليه وأضمن له الجنة ومن طريق جابر نحوه انتهى والصلى هو التسخن بقرب النار أو بمباشرتها والمجترق الذي يذهبه الحرق ليس بصال إلا في بدء أمره وأهل جهنم لا تذهبهم النار فهم فيها صالون أعاذنا الله منها بجوده وكرمه والسعير الجمر المشتعل وهذه آية من آيات الوعيد والذي يعتقده أهل السنة أن ذلك نافذ على بعض العصاة ليلا يقع الخبر بخلاف مخبره ساقط بالمشيئة عن بعضهم وقوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم الآية تتضمن الفرض والوجوب قيل نزلت بسبب بنات سعد بن الربيع وقيل بسبب جابر بن عبد الله وقوله للذكر مثل حظ الأثنيين أي حظ مثل حظ الأنثيين وقوله فوق اثنتين معناه اثنتين فما فوقهما تقتضي ذلك قوة الكلام وأما الوقوف مع اللفظ فيسقط معه النص علىالإثنين ويثبت الثلثان لهما بالإجماع ولم يحفظ فيه خلاف إلا ما روي عن ابن عباس أنه يرى لهما النصف ويثبت لهما أيضا ذلك بالقياس على الأختين وبحديث الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قضى للابنتين بالثلثين وقوله سبحانه فإن لم يكن له ولد المعنى ولا ولد ولد ذكرا كان أو أنثى