عظمت هيبة الله D في صدقور الأولياء لم يهابوا معه غيره حياء منه D أن يخافوا معه سواه انتهى وقوله سبحانه ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر المسارعة في الكفر هي المباردة إلى أقواله وأفعاله والجد في ذلك وسلى الله تعالى نبيه عليه السلام بهذه الآية عن حال المنافقين والمجاهرين إذ كلهم مسارع وقوله تعالى انهم لن يضروا الله شيئا خبر في ضمنه وعيد لهم أي وإنما يضرون أنفسهم والحظ إذا أطلق فإنما يستعمل في الخير وقوله سبحانه ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيرا لأنفسهم نملي معناه نمهل ونمد في العمر والمعنى لا تحسبن أملاءنا للذين كفروا خيرا لهم فالآية رد على الكفار في قولهم إن كوننا ممولين أصحة دليل على رضى الله بحالتنا وقوله تعالى ما كان الله ليذر أي ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين مشكلا أمرهم حتىيميز بعضهم من بعض بما يظهره من هؤلاء وهؤلاء في أحد من الأفعال والأقوال هذا تفسر مجاهد وغيره وقوله وما كان الله ليطلعكم على الغيب أي في أمر أحد وما كان من الهزيمة وأيضا فما كان الله ليطلعكم على المنافقين تصريحا وتسمية لهم ولكن بقرائن أفعالهم وأقوالهم قال الفخر وذلك أن سنة الله جارية بأنه لا يطلع عوام الناس على غيبه أي لا سبيل لكم إلى معرفة ذلك الامتياز إلا بإمتحانات كما تقدم فأما معرفة ذلك على سبيل الإطلاع من الغيب فهو من خواص الأنبياء فلهذا قال تعالى ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء انتهى وقال الزجاج وغيره روي أن بعض الكفار قال لم لا يكون جميعنا أنبياء فنزلت هذه الآية ويجتبي معناه يختار ويصطفي وقوله سبحانه ولا يحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضله الآية قال السدي وجماعة من المتأولين الآية نزلت في البخل بالمال والإنفاق في سبيل الله واداء الزكاة المفروضة ونحو ذلك قال ومعنى سيطوقون