أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ا ه فانظر رحمك الله فهل هذا الزمان إلا زماننا بعينه وتأمل حال ملوكنا إنما همتهم جمع المال من حرام وحلال واعراضهم عن أمر الجهاد فإنا لله وإنا اليه راجعون على مصاب الإسلام قوله تعالى وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا أغفر لنا ذنوبنا الآية هذه الآية في ذكر الربيين أي هذا كان قولهم لا ما قاله بعضكم يا أصحاب محمد لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا إلى غير ذلك مما اقتضته تلك الحال من الأقوال قلت وهذه المقالة ترجح القول الثاني في تفسير الربيين إذ هذه المقالة إنما تصدر من علماء عارفين بالله قال ع واستغفار هؤلاء القوم الممدوحين في هذا الموطن ينحو إلى أنهم رأوا أن ما نزل من مصائب الدنيا إنما هو بذنوب من البشر كما نزلت قصة أحد بعصيان من عصى وقولهم ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا عبارتان عن معنى قريب بعضه من بعض جاء للتأكيد ولتعم مناحي الذنوب وكذلك فسره ابن عباس وغيره وقال الضحاك الذنوب عام والإسراف في الأمر اريد به الكبائر خاصة فأتاهم الله ثواب الدنيا بأن اظهرهم على عدوهم وحسن ثواب الآخرة الجنة بلا خلاف قال الفخر ولاشك أن ثواب الآخرة هي الجنة وذلك غير حاصل في الحال فيكون المراد أنه سبحانه لما حكم لهم بحصولها في الآخرة قام حكمه لهم بذلك مقام الحصول في الحال ومحمل قوله آتاهم أنه سيؤتيهم قيل ولا يمتنع أن تكون هذه الآية خاصة بالشهداء وأنه تعالى في حال نزول هذه الآية كان قد آتاهم حسن ثواب الآخرة انتهى وقوله سبحانه يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يعني المنافقين الذين خيبوا المسلمين وقالوا في أمر أحد لو كان محمد نبيا لم ينهزم وقوله سبحانه