جادة العلم وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم ولهم هي اليد وفرض سائر الناس رفعه إلى الولاة والحكام بعد النهي عنه قولا وهذا في المنكر الذي له دوام وإما أن رأى أحد نازلة بديهية من المنكر كالسلب والزنا ونحوه فيغيرها بنفسه بحسب الحال والقدرة ويحسن لكل مؤمن أن يعتمل في تغيير المنكر وإن ناله بعض الأذى ويؤيد هذا المنزع أن في قراءة عثمان وابن مسعود وابن الزبير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم فهذا وإن لم يثبت في المصحف ففيه إشارة إلى التعرض لما يصيب عقيب الأمر والنهي كما هو في قوله وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك وقوله سبحانه ولا تكونوا كالذين تفرقوا الآية قال أبن عباس هي إشارة إلى كل من افترق من الأمم في الدين فأهلكهم الإفتراق وقال الحسن هي إشارة إلى اليهود والنصارى قلت وروى ابو داود في سننه عن معاوية بن أبي سفيان قال قال النبي صلى الله عليه وسلّم أن من قبلكم من أهل الكتاب أفترقوا على ثنتين وسبعين ملة وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وروى أبو هريرة نحوه ولم يذكر النار ا ه وقوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الآية بياض الوجوه عبارة عن إشراقها واستنارتها وبشرها برحمة الله قاله الزجاج وغيره وقوله تعالى أكفرتم تقرير وتوبيخ متعلق بمحذوف تقديره فيقال لهم اكفرتم وفي هذا المحذوب جواب أما وهذا هو فحوى الخطاب وهو أن يكون في الكلام شيء مقدر لا يستغنى المعنى عنه كقوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة المعنى فافطر فعدة وقوله تعالى بعد ايمانكم يقتضى أن لهؤلاء المذكورين أيمانا متقدما وأختلف أهل التأويل في تعيينهم فقال أبي بن كعب هم جميع الكفار وإيمانهم هو إقرارهم يوم قيل لهم الست بربكم قالوا بلى وقال أكثر