فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذهب جماعة من العلماء إلى أن قوله سبحانه من استطاع إليه سبيلا كلام عام لا يتفسر بزاد ولا راحلة ولا غير ذلك بل إذا كان مستطيعا غير شاق على نفسه فقد وجب عليه الحج وإليه نحا مالك في سماع أشهب وقال لا صفة في هذا ابين مما قال الله تعالى وهذا انبل الأقوال وهذه من الأمور التي يتصرف فيها فقه الحال والضمير في إليه عائد على البيت ويحتمل على الحج وقوله سبحانه ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قال ابن عباس وغيره المعنى من زعم أن الحج ليس بفرض عليه وروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قرأ هذه الآية فقال رجل من هذيل يا رسول الله من تركه كفر فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم من تركه لا يخاف عقوبته ومن حجة لا يرجو ثوابه فهو ذلك وقال بمعنى هذا الحديث ابن عباس وغيره وقال السدي وجماعة من أهل العلم معنى الآية من كفر بأن وجد ما يحج به ثم لم يحج قال السدي من كان بهذه الحال فهو كافر يعني كفر معصية ولا شك أن من أنعم الله عليه بمال وصحة ولم يحج فقد كفر النعمة وقال ابن عمر وجماعة معنى الآية ومن كفر بالله واليوم الآخر قال الفخر والأكثرون هم الذين حملوا الوعيد على من ترك اعتقاد وجوب الحج وقال الضحاك لما نزلت آية الحج فأعلم النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك اهل الملل وقال أن الله تعالى كتب عليكم الحج فحجوا فآمن به المسلمون وكفر غيرهم فنزلت الآية قال الفخر وهذا هو الأقوى والله أعلم اه ومعنى قوله تعالى غني عن العالمين الوعيد لمن كفر والقصد بالكلام فإن الله غني عنهم ولكن عمم اللفظ ليبرع المعنى تنتبه الفكر لقدرته سبحانه وعظيم سلطانه واستغنائه عن جميع خلقه لا رب سواه وقوله D قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعلمون هذه الآيات توبيخ لليهود