والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون إلا وقفت بإذن الله تعالى وروينا في كتاب ابن السني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فإن لله D في الأرض حاضرا سيحبسها قال النووي حكى لي بعض شيوخنا أنه انفلتت له دابة اظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث فقاله فحبسها الله عليه في الحال وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة فعجزوا عنها فقلته فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام اه واسلم معناه استسلم عند الجمهور واختلفوا في معنى قوله طوعا وكرها فقال مجاهد هذه الآية كقوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله فالمعنى أن إقرار كل كافر بالصانع هو إسلام كرها ونحوه لأبي العالية وعبارته كل آدمي فقد أقر على نفسه بأن الله ربي وأنا عبده فمن أشرك في عبادته فهو الذي اسلم كرها ومن أخلص فهو الذي أسلم طوعا قال ع والمعنى في هذه الآية يفهم كل ناظر أن الكره خاص بأهل الأرض وقوله سبحانه أفغير دين الله توقيف لمعاصري نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم من الأحبار والكفار قوله تعالى قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم6 الآية المعنى قل يا محمد أنت وأمتك آمنا بالله الآية وقد تقدم بيانها في البقرة ثم حكم تعالى في قوله ومن يبتغ غير الإسلام الآية بأنه لا يقبل من آدمي دينا غير دين الإسلام وهو الذي وافق في معتقداته دين كل من سمي من الأنبياء عليهم السلام وهو الحنيفية السمحة وقال بعض المفسرين أن من يبتغ الآية نزلت في الحارث بن سويد قلت وعلى تقدير صحة هذا القول فهي تتناول بعمومها من سواه إلى يوم القيامة وقوله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا