ومطهرك أي من دعاوى الكفر ومعاشرتهم وقوله وجاعل الذين اتبعوك الآية قال جمهور المفسرين بعموم اللفظ في المتبعين فتدخل في ذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلّم لأنها متبعة لعيسى قاله قتادة وغيره وكذلك قالوا بعموم اللفظ في الكافرين فمقتضى الآية إعلام عيسى عليه السلام أن أهل الإيمان به كما يجب هم فوق الذين كفروا بالحجة والبرهان والعز والغلبة ويظهر من عبارة ابن جريج وغيره أن المراد المتبعين له في وقت استنصاره وهم الحواريون وقوله تعالى ثم إلي مرجعكم خطاب لعيسى والمراد الإخبار بالقيامة والحشر وباقي الآية بين وتوفيه الأجور هي قسم المنازل في الجنة فذلك هو بحسب الأعمال وأما نفس دخول الجنة فبرحمة الله وتفضله سبحانه وقوله تعالى ذلك نتلوه عليك من الآيات الآية ذلك إشارة إلى ما تقدم من الأنباء ونتوله معناه نسرده ومن الآيات ظاهره آيات القرآن ويحتمل أن يريد من المعجزات والمستغربات أن تأتيهم بهذه الغيوب من قبلناوبسبب تلاوتنا والذكر ما ينزل من عند الله قال ابن عباس الذكر القرآن والحكيم الذي قد كمل في حكمته وقوله تعالى إن مثل عيسى عند الله الآية قال ابن عباس وغيره سبب نزولها محاجة نصارى نجران فى امر عيسى وقولهم يا محمد هل رأيت بشرا قط جاء من غير فحل أو سمعت به ومعنى الآية إن المثل الذي تتصوره النفوس والعقول من عيسى هو كالمتصور من آدم إذ الناس مجمعون علىأن الله تعالى خلقه من تراب من غير فحل وفي هذه الآية صحة القياس وقوله تعالى ثم قال ترتيب للإخبار لمحمد صلى الله عليه وسلّم المعنى خلقه من تراب ثم كان من أمره في الأزل أن قال له كن وقت كذا وقوله تعالى الحق من ربك أي هذا هو الحق والممترين هم الشاكون ونهي النبي صلى الله عليه وسلّم في عبارة اقتضت ذم الممترين وهذا يدل على أن المراد