أيحب أحدكم أن يضل عنه عمله يوم القيامة أحوج ما يكون إليه وعن الحسن نحوه انتهى وخص الأعناب والنخيل بالذكر لشرفهما وفضلهما على سائر الشجر والواو في قوله وأصابه واو الحال وكذلك في قوله وله ضعفاء جمع ضعيف والإعصار الريح الشديدة العاصفة التي فيها إحراق لكل ما مرت عليه يكون ذلك في شدة الحر ويكون في شدة البرد وكل ذلك من فيح جهنم ولعلكم ترج في حق البشر أي إذا تأمل من بين له هذا البيان رجي له التفكر وكان أهلا له وقال ابن عباس تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم الآية هذا خطاب لجميع أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وهذه صيغة أمر بالإنفاق واختلف المتأولون هل المراد بهذا الإنفاق الزكاة المفروضة أو التطوع والآية تعم الوجهين لكن صاحب الزكاة يتلقاها على الوجوب وصاحب التطوع يتلقاها على الندب وجمهور المتأولين قالوا معنى من طيبات من جيد ومختار ما كسبتم وجعلوا الخبيث بمعنى الرديء وقال ابن زيد معناه من حلال ما كسبتم قال وقوله ولا تيمموا الخبيث أي الحرام ع وقول ابن زيد ليس بالقوي من جهة نسق الآية لا من معناه في نفسه وكسبتم معناه كانت لكم فيه سعاية ومما أخرجنا لكم من الأرض النباتات والمعادن والركاز وما ضارع ذلك وتيمموا معناه تعمدوا وتقصدوا والتيمم القصد وقال الجرجاني قال فريق من الناس أن الكلام تم في قوله الخبيث ثم ابتدأ خبرا آخر فقال تنفقون منه وأنتم لا تأخذونه إلا إذا اغمضتم أي ساهلتم قال ع كأن هذا المعنى عتاب للنفس تقريع وعلى هذا فالضمير في منه عائد على الخبيث قال الجرجاني وقال فريق آخر بل الكلام متصل إلى قوله فيه وعلى هذا فالضمير في