منكسة فجعلوه في قرية قوم فأصاب أولئك القوم أوجاع فقالوا ما هذا الا لهذا التابوت فلنزده إلى بني اسراءيل فاخذوا عجلة فجعلوا التابوت عليها وربطوها ببقرتين فأرسلوهما في الأرض نحو بلاد بني اسراءيل فبعث الله ملائكة تسوق البقرتين حتى دخلتا به على بني اسراءيل وهم في أمر طالوت فايقنوا بالنصر وقال قتادة والربيع كان هذا التابوت مما تركه موسى عند يوشع فجعله يوشع في البرية ومرت عليه الدهور حتى جاء وقت طالوت فحملته الملائكة في الهواء حتى وضعته بينهم فاستوثقت بنو اسراءيل عند ذلك على طالوت وقيل غير هذا والله اعلم وقوله تعالى فيه سكينة من ربكم الآية قال ابن عباس السكينة طست من ذهب من الجنة وقال مجاهد السكينة لها راس كراس الهرة وجناحان وذنب وقال عطاء السكينة ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليها وقال قتادة سكينة من ربكم أي وقار لكم من ربكم قال ع والصحيح أن التابوت كانت فيه اشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وءاثارهم تسكن إلى ذلك النفوس وتأنس به ثم قرر تعالى أن مجىء التابوت ءاية لهم أن كانوا ممن يومن ويبصر ت وهذا يؤيد تاويل الطبري المتقدم وقوله تعالى فلما فصل طالوت بالجنود أي لما اتفق ملأهم على تمليك طالوت وفصل بهم أي خرج بهم من القطر وفصل حال السفر من حال الأقامة قال السدي وغيره وكانوا ثمانين الفا قال أن الله مبتليكم بنهر أي مختبركم فمن ظهرت طاعته في ترك الماء علم انه يطيع فيما عدا ذلك ومن غلبته شهوته في الماء وعصى الأمر فهو بالعصيان في الشدائد احرى ورخص للمطيعين في الغرفة ليرتفع عنهم اذى العطش بعض الأرتفاع وليكسروا نزاع النفس في هذه الحال ت ولقد احسن من شبه الدنيا بنهر طالوت فمن اغترف منها غرفة بيد الزهد واقبل على ما يعنيه من أمر ءاخرته نجا ومن اكب عليها صدته عن التأهب