اريناه وليس الهدى في هذه الآية بمعنى خلق الهدى والايمان وعبارة الثعلبي هديناه السبيل بينا له وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر كقوله وهديناه النجدين انتهى .
وقوله تعالى إما شاكرا واما كفورا حالان وقسمتهما اما والابرار جمع بار قال الحسن هم الذين لا يؤذون الذر ولا يرضون الشر قال قتادة نعم قوم يمزج لهم بالكافور ويختم له بالمسك قال الفراء يقال ان في الجنة عينا تسمى كافورا .
وقوله تعالى عينا قيل هو بدل من قوله كافورا وقيل هو مفعول بقوله يشربون اي ماء هذه العين من كأس عطرة كالكافور وقيل نصب عينا على المدح او باضمار اعني .
قوله تعالى يشرب بها بمنزلة يشربها فالباء زائدة قال الثعلبي قال الواسطي لما اختلفت احوالهم في الدنيا اختلفت اشربتهم في الآخرة انتهى قال ص وقيل الباء في بها للاصلاق والاختلاط اي يشرب بها عباد الله الخمر كما تقول شربت الماء بالعسل انتهى .
وقوله تعالى يفجرونها معناه يفتقونها ويقودونها حيث شاءوا من منازلهم وقصورهم فهي تجري عند كل احد منهم ورد بهذا الاثر وقيل عين في دار النبي ص - تفجر الى دور الأنبياء والمؤمنين قال ع وهذا قول حسن ثم وصف تعالى حال الابرار فقال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا اي ممتدا متصلا شائعا .
وقوله تعالى على حبه يحتمل ان يعود الضمير على الطعام وهو قول ابن عباس ويحتمل ان يعود على الله تعالى قاله ابو سليمان الداراني .
وقوله واسيرا قال الحسن ما كان اسراهم الا مشركين لان في كل ذي كبد رطبة اجرا ت وفي العتبية سئل مالك عن الاسير في هذه الآية امسلم هو أم مشرك فقال بل مشرك وكان ببدر اساري فانزلت فيهم هذه الآية قال ابن رشد والاظهر حمل الآية في كل اسير مسلما كان او كافرا انتهى يعنى وان كان سبب نزولها ما ذكر فهي عامة في كل اسير الى يوم القيامة وقال ابو سعيد الخدري قال النبي