تحزنوا على فائت ولا ترفحوا الفرح المبطر يما ءاتاكم منها قال ابن عباس ليس أحد إلا يحزن أو يفرح ولكن من أصابته مصيبة فليجعلها صبرا ومن أصابه خير فليجعله شكرا وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله ص - يقول ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت سمعت رسول الله ص - يقول ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال لما نزلت من يعمل سوءا يجز به بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله ص - سددوا وقاربوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها انتهى وقد تقدم كثير في هذا المختصر من هذا المعنى فالله المسئول أن ينفع به كل من حصله أو نظر فيه .
وقوله تعالى والله لا يحب كل مختال فخور يدل على أن الفرح المنهي عنه إنما هو ما أدى إلى الاختيال والفخر وأما الفرح بنعم الله المقترن بالشكر والتواضع فإنه لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه ولا حرج فيه والله أعلم .
وقوله الذين يبخلون قال بعضهم هو خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين يبخلون وقال بعضهم هو في موضع نصب صفة لكل وإن كان نكرة فهو يخصص نوعا ما فيسوغ لذلك وصفه بالمعرفة وهذا مذهب الأخفش والكتاب هنا اسم جنس لجميع الكتب المنزلة والميزان العدل في تأويل الأكثرين .
وقوله تعالى وأنزلنا الحديد عبر سبحانه عن خلقه الحديد بالإنزال كما قال وأنزل لكم من الأنعام الآية قال جمهور من المفسرين الحديد هنا أراد به جنسه من المعادن وغيرها وقال حذاق من المفسرين أراد به السلاح ويترتب معنى الآية بأن الله أخبر أنه أرسل وأنزل كتبا وعدلا مشروعا وسلاحا يحارب به