عن أبيه قال قال النبي ص - إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأمة محمد ص - في السجود فسجدوا طويلا ثم يقال ارفعوا رءوسكم فقد جعلنا عدتكم فداءكم من النار قال ابن ماجه وحدثنا جبارة بن المغلس حدثنا كثير بن سليمان عن أنس بن مالك قال قال النبي ص - أن هذه الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال هذا فداؤك من النار وفي صحيح مسلم دفع الله لكل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فداؤك من النار انتهى من التذكرة .
وقوله تعالى يوم يقول المنافقون قيل يوم هو بدل من الأول وقيل العامل فيه اذكر قال ع ويظهر لي أن العامل فيه قوله تعالى ذلك هو الفوز العظيم ويجيء معنى الفوز أفخم كأنه يقول إن المؤمنين يفوزون بالرحمة يوم يعتري المنافقين كذا وكذا لأن ظهور المرء يوم خمول عدوه ومضاده ابدع وأفخم وقول المنافقين هذه المقالة المحكية هو عند انطفاء أنوارهم كما ذكرنا قبل وقولهم انظرونا معناه انتظرونا وقرأ حمزة وحده انظرونا بقطع الألف وكسر الظاء ومعناه أخرونا منه فنظرة إلى ميسرة ومعنى قولهم أخرونا أي أخروا مشيكم لنا حتى نلتحق فنقتبس من نوركم واقتبس الرجل أخذ من نور غيره قبسا قال الفخر القبس الشعلة من النار والسراج والمنافقون طمعوا في شيء من أنوار المؤمنين وهذا منهم جهل لأن تلك الأنوار نتائج الأعمال الصالحة في الدنيا وهم لم يقدموها قال الحسن يعطى يوم القيامة كل أحد نورا على قدر عمله ثم يؤخذ من حجر جهنم ومما فيها من الكلاليب والحسك ويلقى على الطريق ثم تمضي زمرة من المؤمنين وجوههم كالقمر ليلة البدر ثم تمضي زمرة أخرى كأضوأ كوكب في السماء ثم على ذلك ثم تغشاهم ظلمة تطفىء نور المنافقين فهنالك يقول المنافقون للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم انتهى