النار ووقاهم مشتق من الوقاية وهي الحائل بين الشيء وبين ما يضره وقوله كلوا واشربوا أي يقال لهم كلوا واشربوا وهنيئا نصب على المصدر وقوله بما كنتم تعملون معناه ان رتب الجنة ونعيمها بحسب الاعمال واما نفس دخولها فهو برحمة الله وفضله واعمال العباد الصالحات لا توجب على الله تعالى التنعيم ايجابا لكنه سبحانه قد جعلها امارة على من سبق في علمه تنعيمه وعلق الثواب والعقاب بالتكسب الذي في الاعمال والحور جمع حوراء وهي البيضاء القوية بياض بياض العين وسواد سوادها والعين جمع عيناء وهي كبيرة العينين مع جمالها وفي قراءة ابن مسعود والنخعي وزوجناهم بعيس عين قال ابو الفتح العيساء البيضاء وقوله سبحانه والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذرياتهم اختلف في معنى الآية فقال ابن عباس وابن جبير والجمهور اخبر الله تعالى ان المؤمنين الذين اتبعتهم ذريتهم في الايمان يلحق الابناء في الجنة بمراتب الآباء وان لم يكن الابناء في التقوى والاعمال كالآباء كرامة للآباء وقد ورد في هذا المعنى حديث عن النبي ص - فجعلوا الحديث تفسير للآية وكذلك وردت احاديث تقتضي ان الله تعالى يرحم الآباء رعيا للأبناء الصالحين وقال ابن عباس ايضا والضحاك معنى الآية ان الله تعالى يلحق الابناء الصغار باحكام الآباء المؤمنين يعني في الموارثة والدفن في مقابر المسلمين وفي احكام الآخرة في الجنة وقال منذر بن سعيد هي في الصغار لا في الكبار قال ع وارجح الأقوال في هذه الآية القول الاول لأن الآيات كلها في صفة احسان الله تعالى الى اهل الجنة فذكر من جملة احسانه سبحانه انه يرعى المحسن في المسيء ولفظة الحقنا تقتضي ان للملحق بعض التقصير في الأعمال ت واظهر من هذا ما اشار اليه الثعلبي في بعض انقاله ان الله تعالى يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة كما كانوا في الدنيا