قال مالك بن أنس كانت جباههم متربة من كثرة السجود في التراب وقاله عكرمة ونحوه لأبي العالية وقال ابن عباس وخالد الحنفي وعطية هو وعد بحالهم يوم القيامة من الله تعالى يجعل لهم نورا من أثر السجود قال ع كما يجعل غرة من أثر الوضوء حسبما هو في الحديث ويؤيد هذا التأويل اتصال القول بقوله فضلا من الله وقال ابن عباس السمت الحسن هو السيما وهو خشوع يبدو على الوجه قال ع وهذه حالة مكثري الصلاة لأنها تنهاهم عن الفحشاء والمنكر وقال الحسن ابن أبي الحسن وشمر بن عطية السيما بياض وصفرة وتبهيج يعتري الوجوه من السهر وقال عطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس السيما حسن يعتري وجوه المصلين قال ع ومن هذا الحديث الذي في الشهاب من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار قال ع وهذا حديث غلط فيه ثابت بن موسى الزاهد سمع شريك بن عبدالله يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ثم نزع شريك لما رأى ثابتا الزاهد فقال يعنيه من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت أن هذاالكلام حديث متركب على السند المذكور فحدث به عن شريك ت واعلم أن الله سبحانه جعل حسن الثناء علامة على حسن عقبى الدار والكون في الجنة مع الأبرار جاء بذلك صحيح الآثار عن النبي المختار ففي صحيح البخاري ومسلم عن أنس قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي ص - وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت فقال عمر ما وجبت فقال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض انتهى ونقل صاحب الكوكب الدري من مسند البزار عن النبي ص - أنه قال يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار فقالوا يا رسول الله بم قال بالثناء الحسن والثناء السيء انتهى ونقله صاحب كتاب التشوف إلى رجال التصوف