لقريش على جهة التمثيل وصرفنا الآيات يعني لهذه القرى وقوله سبحانه فلولا نصرهم الآية يعني فهلا نصرتهم اصنامهم بل ضلوا عنهم أي انتلفوا عنهم وقت الحاجة وذلك افكهم اشارة إلى قولهم في الأصنام انها آلهة وقوله وما كانوا يفترون يحتمل ان تكون ما مصدرية فلا تحتاج الى عائد ويحتمل ان تكون بمعنى الذي فهناك عائد محذوف تقديره يفترونه وقوله تعالى واذ صرفنا اليك نفرا من الجن الآية ابتداء وصف قصة الجن ووفادتهم على النبي ص - وقد اختلفت الرواة هنا هل هذا الجن هم الوفد او المتجسسون واختلفت الروايات ايضا عن ابن مسعود وغيره في هذا الباب والتحرير في هذا ان النبي ص - جاءه نفر من الجن دون ان يشعر بهم وهم المتجسسون المتفرقون من اجل رجم الشهب الذي حل بهم وهؤلاء هم المراد بقوله تعالى قل اوحي الي الآية ثم بعد ذلك وفد عليه وفدهم حسبما ورد في ذلك من الآثار وقوله نفرا يقتضي ان المصروفين كانوا رجالا لا انثى فيهم والنفر والرهط هم القوم الذين لا انثى فيهم وقوله تعالى فلما حضروه قالوا انصتوا فيه تأدب مع العلم وتعليم كيف يتعلم فلما قضي أي فرغ من تلاوة القرآن واستماع الجن قال جابر بن عبد الله وغيره ان النبي ص - لما قرأ عليهم سورة الرحمن فكان اذا قال فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا لا بشيء من آلائك نكذب ربنا لك الحمد ولما ولت هذه الجملة تفرقت على البلاد منذرة للجن وقولهم انا سمعنا كتابا يعنون القرآن ت وقولهم من بعد موسى يحتمل انهم لم يعلموا بعيسى قاله ابن عباس او انهم على دين اليهود قاله عطاء نقل هذا الثعلبي ويحتمل ما تقدم ذكره في غير هذا وانهم ذكروا المتفق عليه انتهى مصدقا لما بين يديه وهي التوراة والانجيل وداعي الله هو محمد ص - وأمنوا به أي بالله يغفر لكم من ذنوبكم الآية ت وذكر الثعلبي خلافا في