المترفين من قومهم وهم أهل التنعم والمال قد قابلوهم بمثل هذه المقالة وفي قوله D فانتقمنا منهم الآية وعيد لقريش وضرب مثل لهم بمن سلف من الأمم المعذبة المكذبة لأنبيائها وقوله سبحانه واذ قال ابراهيم المعنى واذكر اذ قال ابراهيم لأبيه وقومه أنني براء مما تعبدون أي فافعل أنت فعله وتجلد جلده وبراء صفة تجري على الواحد والاثنين والجمع كعدل وزور وقرأ ابن مسعود بريء وقوله الا الذي فطرني قالت فرقة الاستثناء متصل وكانوا يعرفون الله ويعظمونه الا انهم كانوا يشركون معه اصنامهم فكان ابراهيم قال لهم انا لا أوافقكم الا على عبادة الله الذي فطرني وقالت فرقة الاستثناء منقطع والمعنى لكن الذي فطرني هو معبودي الهادي المنجي من العذاب وفي هذا استدعاء لهم وترغيب في طاعة الله وتطميع في رحمته والضمير في قوله وجعلها كلمة الآية قالت فرقة هو عائد على كلمته بالتوحيد في قوله انني براء وقال مجاهد وغيره المراد بالكلمة لا اله الا الله وعاد عليها الضمير وان كان لم يجر لها ذكران اللفظ يتضمنها والعقب الذرية وولد الولد ما امتد فرعهم وقوله بل متعت هؤلاء يعني قريشا حتى جاءهم الحق ورسول وذلك هو شرع الاسلام والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلّم ومبين أي يبين لهم الاحكام والمعنى في الآية بل أمهلت هؤلاء ومتعتهم بالنعمة ولما جاءهم الحق يعني القرآن قالوا هذا سحر وقالوا يعني قريشا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين يعني من إحدى القريتين وهما مكة والطائف ورجل مكة هو الوليد بن المغيرة في قول ابن عباس وغيره وقال مجاهد هو عتبة بن ربيعة وقيل غير هذا ورجل الطائف قال قتادة هو عروة بن مسعود وقيل غير هذا قال ع وانما قصدوا الى من عظم ذكره بالسن والا فرسول الله صلى الله عليه وسلّم كان أعظم من هؤلاء اذ كان المسمى عندهم الأمين ثم وبخهم سبحانه بقوله أهم يقسمون رحمة ربك والرحمة اسم