وقوله تعالى لتنذر من كان حيا أي حي القلب والبصيرة ولم يكن ميتا لكفره وهذه استعارة قال الضحاك من كان حيا معناه عاقلا ويحق القول معناه يحتم العذاب ويجب الخلود وقوله تعالى أولم يروا أنا خلقنا الآية مخاطبة لقريش أيضا وقوله أيدينا عبارة عن القدرة والله تعالى منزه عن الجارحة وقوله تعالى فهم لها مالكون تنبيه على النعمة وقوله وهم لهم جند محضرون أي يحضرون لهم في الآخرة على معنى التوبيخ والنقمة وسمى الأصنام جندا إذ هم عدة للنقمة من الكفرة ثم أنس الله نبيه عليه السلام بقوله فلا يحزنك قولهم وتوعد الكفرة بقوله إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون وقوله تعالى أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة الآية والصحيح في سبب نزول الآية هو ما رواه ابن وهب عن مالك وقاله ابن إسحاق وغيره أن أبي بن خلف جاء بعظم رميم ففته في وجه النبي صلى الله عليه وسلّم وحياله وقال من يحي هذا يا محمد ولأبي هذا مع النبي صلى الله عليه وسلّم مقامات ومقالات إلى أن قتله النبي صلى الله عليه وسلّم بيده يوم أحد طعنه بحربة في عنقه وقوله ونسي خلقه يحتمل أن يكون نسيان الذهول ويحتمل أن يكون نسيان الترك والرميم البالي المتفتت وهو الرفاث ثم دلهم سبحانه على الإعتبار بالنشأة الأولى ثم عقب تعالى بدليل ثالث في إيجاد النار في العود الأخضر المرتوي ماء وهذا هو زناد العرب والنار موجودة في كل عود غير أنها في المتخلخل المفتوح المسام أوجد وكذلك هو المرخ والعفار وجمع الضمير جمع من يعقل في قوله مثلهم من حيث أن السموات والأرض متضمنة من يعقل من الملائكة والثقلين هذا تأويل جماعة وقيل مثلهم عائد على الناس وباقي الآية بين