جنات كثيرة جنبتي الوادى قيل بنته بلقيس وقيل بناه حمير ابو القبائل اليمانية كلها وكانوا بهذه الحال فى ارغد عيش وكانت لهم بعد ذلك قرى ظاهرة متصلة من اليمن الى الشام وكانوا ارباب تلك البلاد فى ذلك الزمان ت وقول ع وكان قد بنى فى رأس الوادى عند اول الجبلين صوابه وكان قد بنى فى اسفل الوادى عند ءاخر الجبلين وكلوا فيه حذف معناه قيل لهم كلوا وطيبة معناه كريمة التربة حسنة الهواء وروى ان هذه المقالة من الامر بالأكل والشكر والتوقيف على طيب البلدة وغفران الرب مع الايمان به هى من قول الانبياء لهم وبعث اليهم فيما روى ثلاثة عشر نبيا فكفروا بهم واعرضوا فبعث الله على ذلك السد جرذا اعمى توالد فيه وخرقة شيأ بعد شىء فانخرق السد وفاض الماء على اموالهم وجناتهم فغرقها واهلك كثيرا من الناس ممن لم يمكنه الفرار واختلف فى العرم فقال المغيرة بن حكيم وابو ميسرة هو كل ما بنى او سنم ليمسك الماء وقال ابن عباس وغيره العرم اسم وادى ذلك الماء بعينه الذى كان السد بنى له وقال ابن عباس ايضا العرم الشديد قال ع فكانه صفة للسيل من العرامة والإضافة الى الصفة مبالغة وهى كثيرة فى كلام العرب وقيل العرم صفة للمطر الشديد الذى كان عنه ذلك السيل .
وقوله تعالى وبدلناهم بجنتيهم جنتين فيه تجوز واستعارة وذلك ان البدل من الخمط والاثل لم يكن جنات لكن هذا كما تقول لمن جرد ثوبا جيدا وضرب ظهره هذا الضرب ثوب صالح لك ونحو هذا والخمط شجر الأراك قاله ابن عباس وغيره وقيل الخمط كل شجر له شوك وثمرته كريهة الطعم بمرارة او حموضة او نحوه ومنه تخمط اللبن اذا تغير طعمه والاثل ضرب من الطرفاء هذا هو الصحيح والسدر معروف وهو له نبق العناب لكنه دونه فى الطعم بكثير وللخمط ثمرغث هو البرير وللأثل ثمر قليل الغناء غير حسن الطعم وقرأ نافع وابن كثير اكل بضم الهمزة وسكون الكاف والباقون بضمهما