النبى صلى الله عليه وسلّم وفوا بعهود الاسلام على التمام فالشهداء منهم والعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجنة منهم الى من حصل فى هذه المرتبة ممن لم ينص عليه ويصحح هذه المقالة ايضا ما روى ان رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان على المنبر فقال له اعرابى يا رسول الله من الذى قضى نحبه فسكت عنه النبى صلى الله عليه وسلّم ساعة ثم دخل طلحة بن عبيد الله على باب المسجد وعليه ثوبان اخضران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم اين السائل فقال ها انا ذا يا رسول الله قال هذا ممن قضى نحبه قال ع فهذا ادل دليل على ان النحب ليس من شرطه الموت وقال معاوية بن ابى سفيان انى سمعت النبى صلى الله عليه وسلّم يقول طلحة ممن قضى نحبه وروت عائشة نحوه .
وقوله تعالى ومنهم من ينتظر يريد ومنهم من ينتظر الحصول فى اعلى مراتب الايمان والصلاح وهم بسبيل ذلك وما بدلوا ولاغيروا واللام فى ليجزي يحتمل ان تكون لام الصيرورة او لام كيى وتعذيب المنافقين ثمرة ادامتهم الإقامة على النفاق الى موتهم والتوبة موازية لتلك الإدامة وثمرة التوبة تركهم دون عذاب فهما درجتان إدامة على نفاق اوتوبة منه وعنهما ثمرتان تعذيب او رحمة ثم عدد سبحانه نعمة على المؤمنين فى هزم الاحزاب فقال ورد الله الذين كفروا بغيظهم الاية .
وقوله تعالى وانزل الذين ظاهروهم يريد بنى قريظة وذلك انهم لما غدروا وظاهروا الاحزاب اراد الله النقمة منهم فلما ذهب الاحزاب جاء جبريل الى النبى صلى الله عليه وسلّم وقت الظهر فقال يا محمد ان الله يامرك بالخروج الى بنى قريظة فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى الناس وقال لهم لا يصلين احد العصر الا فى بنى قريظة فخرج الناس اليهم وحصرهم النبى صلى الله عليه وسلّم خمسا وعشرين ليلة ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد