ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ما يردع العاقل عن الاشتغال بغيره ويوجب له الاهتمام باصلاح نفسه قبل هجوم منيته وحلول رمسه وحدث ابو عمر فى التمهيد بسنده عن اسماعيل بن كثير قال سمعت مجاهدا يقول ان الملائكة مع ابن ءادم فإذا ذكر اخاه المسلم بخير قالت الملائكة ولك مثله واذا ذكره بشر قالت الملائكة ابن ءادم المستور عورته اربع على نفسك واحمد الله الذى يستر عورتك انتهى وروينا فى سنن ابى داود عن سهل بن معاذ بن انس الجهنى عن ابيه عن النبى صلى الله عليه وسلّم قال من حمى مؤمنا من منافق اراه قال بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلما بشىء يريد به شينه حبسه الله D على جسر جهنم حتى يخرج مما قال وروينا ايضا عن ابى داود بسنده عن جابر بن عبد الله وابى طلحة بن سهل الأنصاريين انهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم .
ما من امرئى يخذل امرءا مسلما فى موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه الا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته وما من امرئى ينصر مسلما فى موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله فى موضع يحب فيه نصرته انتهى ثم ذكر تعالى انه يزكى من يشاء ممن سبقت له السعادة وكان عمله الصالح امارة على سبق السعادة له .
وقوله تعالى ولا يأتل أولوا الفضل منكم الآية المشهور من الروايات ان هذه الاية نزلت فى قصة ابى بكر رضى الله عنه ومسطح بن اثاثة وكان من قرابة ابى بكر وكان ابو بكر ينفق عليه لمسكنته فلما وقع امر الإفك بلغ ابا بكر أنه وقع مسطح مع من وقع فحلف ابو بكر لا ينفق عليه ولا ينفعه بنافعة ابدا فجاء مسطح معتذرا وقال انما كنت اسمع ولا اقول فنزلت الآية والفضل الزيادة فى الدين والسعة هنا هى المال ثم قال تعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم الآية اي كما تحبون عفو الله لكم عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن دونكم فروينا ان ابا بكر قال