وروى عن الحسن ايضا انه قال المومن يجمع احسانا وشفقه والمنافق يجمع اساءة وامنا ت ولهذا الخطب العظيم اطال الأولياء فى هذه الدار حزنهم واجروا على الوجنات مدامعهم قال ابن المبارك فى رقائق اخبرنا سفيان قال انما الحزن على قدر البصيرة قال ابن المبارك واخبرنا مالك بن مغول عن رجل عن الحسن قال ما عبد الله بمثل طول الحزن وقال ابن المبارك ايضا اخبرنا مسعر عن عبد الأعلى التيمى قال ان من اوتى من العلم مالا يبكيه لخليق ان لا يكون اوتى علما ينفعه لأن الله تعالى نعت العلماء فقال ان الذين اوتو العلم من قبله اذا يتلى عليهم الى قوله ويخرون للاذقان يبكون انتهى .
وقوله سبحانه اولائك يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون اي اليها سابقون وهذا قول بعضهم فى قوله لها وقالت فرقة معناه وهم من اجلها سابقون وقال الطبرى عن ابن عباس المعنى سبقت لهم السعادة فى الأزل فهم لها ورجحه الطبرى بأن اللام متمكنه فى المعنى .
وقوله سبحانه ولدينا كتاب ينطق بالحق اظهر ما قيل فيه انه اراد كتاب احصاء الأعمال الذى ترفعه الملائكة وقيل الاشارة الى القرءان والاول اظهر .
وقوله سبحانه بل قلوبهم فى غمرة من هذا اختلف فى الإشارة بقوله من هذا هل هى الى القرءان او الى كتاب الإحصاء او الى الدين بجملته او الى النبى صلى الله عليه وسلّم ولهم اعمال اي من الفساد هم لها عاملون فى الحال والاستقبال والمترف المنعم فى الدنيا الذى هو منها فى سرف ويجرون معناه يستغيثون بصياح كصياح البقر وكثر استعال الجواز فى البشر ومنه قول الأعشى ... يراوح من صلوات المليك ... طورا سجودا وطورا جؤارا ... .
وقال ص جأر الرجل الى الله تعالى اي تضرع قاله الحوفى انتهى وذهب مجاهد وغيره الى ان هذا العذاب المذكور هو الوعيد بيوم بدر وقيل غير هذا .
وقوله سبحانه لا تجئروا اليوم اي يقال لهم يوم العذاب لا تجئروا اليوم