وقوله سبحانه واذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يعنى ان كفار قريش كانوا اذا تلى عليهم القرءان وسمعوا ما فيه من رفض ءالهتهم والدعاء الى التوحيد عرفت المساءة فى وجوههم والمنكرمن معتقدهم وعداوتهم وانهم يريدون ويتسرعون الى السطوة بالتالين والسطو ايقاع ببطش ثم امر تعالى نبيه عليه السلام ان يقول لهم على جهة الوعيد والتقريع افأنبئكم اي اخبركم بشر من ذلكم والإشارة بذلكم الى السطو ثم ابتدأ بخبر كأن قائلا قال له وما هو قال النار اي نار جهنم .
وقوله وعدها الله الذين كفروا يحتمل ان يكون اراد ان الله وعدهم بالنار فيكون الوعد فى الشر ويحتمل انه اراد ان الله سبحانه وعد النار بأن يطعمها الكفار فيكون الوعد على بابه اذ الذى يقتضى قولها هل من مزيد ونحو ذلك ان ذلك من مسارها ت والظاهر الأول .
وقوله سبحانه وان يسلبهم الذباب شيأ لا يستنقذوه منه الآية ذكر تعالى امر سلب الذباب وذلك انهم كانوا يضمخون اوثانهم بأنواع الطيب فكان الذباب يتسلط ويذهب بذلك الطيب وكانوا يتألمون من ذلك فجعلت مثلا واختلف المتأولون فى قوله تعالى ضعف الطالب والمطلوب فقالت فرقة اراد بالطالب الاصنام وبالمطلوب الذباب اي انهم ينبغى ان يكونوا طالبين لما يسلب من طيبهم على معهود الأنفة فى الحيوان وقيل معناه ضعف الكفار فى طلبهم الصواب والفضيلة من جهة الأصنام وضعف الأصنام فى اعطاء ذلك وانالته قال ع ويحتمل ان يريد ضعف الطالب وهو الذباب فى استلابه ما على الأصنام وضعف الأصنام فى ان لامنعه لهم وبالجملة فدلتهم الآية على ان الاصنام فى احط رتبة واخس منزلة لو كانوا يعقلون وما قدروا الله حق قدره المعنى ما وفوه حقه سبحانه من التعظيم والتوحيد .
وقوله سبحانه الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس الآية نزلت بسبب