رجل من جراد من ذهب فجعل يحتقن ! منه فى ثوبه فناداه ربه سبحانه وتعالى يا ايوب الم اكن اغنيتك عن هذا فقال بلى يا رب ولكن لاغنى بى عن بركتك فبينما هو كذلك اذا جاءت امرأته فلم تره فى الموضع فجزعت وظنت انه ازيل عنه فجعلت تتوله فقال لها ما شأنك ايتها المرأة فهابته لحسن هيئته وقالت انى فقدت مريضا لي فى هذا الموضع ومعالم المكان قد تغيرت وتأملته فى اثناء المقاولة فرأت ايوب فقالت له انت ايوب فقال لها نعم واعتنقها وبكى فروى انه لم يفارقها حتى اراه الله جميع ماله حاضرا بين يديه واختلف الناس فى اهله وولده الذين ءاتاه الله فقيل كان ذلك كله فى الدنيا فرد الله عليه ولده بأعيانهم وجعل مثلهم له عدة فى الآخرة وقيل بل اوتى جميع ذلك فى الدنيا من اهل ومال ت وقد قدم ع فى صدر القصة ان الله سبحانه اذن لإبليس لعنه الله فى اهلاك مال ايوب وفى اهلاك بنيه وقرابته ففعل ذلك اجمع والله اعلم بصحة ذلك ولو بصحة لوجب تاويله وقوله سبحانه وذكرى للعابدين اي وتذكرة وموعظة للمومنين ولا يعبد الله الا مؤمن .
وقوله سبحانه واسماعيل وادريس المعنى واذكر اسماعيل وقوله سبحانه وذا النون إذ ذهب مغاضبا التقدير واذكر ذا النون قال السهيلى لما ذكر الله تعالى يونس هنا فى معرض الثناء قال وذا النون وقال فى الآية الاخرى ولا تكن كصاحب الحوت والمعنى واحد ولكن بين اللفظين تفاوت كثير فى حسن الاشارة الى الحالتين وتنزيل الكلام فى الموضعين والاضافة بذي أشرف من الإضافة بصاحب لان قولك ذو يضاف بها الى التابع وصاحب يضاف بها الى المتبوع انتهى والنون الحوت والصاحب يونس ابن متى عليه السلام وهو نبى من اهل نينوى .
وقوله مغاضبا قيل انه غاضب قومه حين طال عليه امرهم وتعنتهم فذهب فارا بنفسه وقد كان الله تعالى امره