وما ضارعه من الكفر تعالى الله عن قول المبطلين وان فى قوله ان كنا فاعلين يحتمل ان تكون شرطية ويحتمل ان تكون نافية بمعنى ما كنا فاعلين وكل هذا قد قيل والحق عام فى القرءان والرسالة والشرع وكل ما هو حق فيدمغه معناه يصيب دماغه وذلك مهلك فى البشر فكذلك الحق يهلك الباطل والويل الخزى وقيل هو اسم واد فى جهنم وانه المراد فى هذه الآية وهذه مخاطبة للكفار الذين وصفوا الله D بما لا يجوز عليه تعالى الله عن قولهم وقوله ومن عنده الآية عند هنا ليست فى المسافات وانما هى تشريف فى المنزلة ولا يستحسرون اي لا يكلون والحسير من الابل المعيى وقوله لا يفترون وفى الترمذى عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم انى ارى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله الحديث قال ابو عيسى هذا حديث صحيح وفى الباب عن عائشة وابن عباس وانس انتهى من اصل الترمذي اعنى جامعة وقوله سبحانه ام اتخذوا ءالهة من الارض هم ينشرون اي يحيون غيرهم ثم بين تعالى امر التمانع بقوله لو كان فيهما ءالهة الا الله لفسدتا وقد تقدم ايضاح ذلك عند قوله تعالى اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا وقوله هذا ذكر من معى وذكر من قبلى يحتمل ان يريد بالاشارة بقوله هذا الى جميع الكتب المنزلة قديمها وحديثها انها بين ان الله الخالق واحد لا شريك له يحتمل ان يريد بقوله هذا القرءان والمعنى فيه نبأ الاولين والآخرين فنص اخبار الاولين وذكر الغيوب فى امورهم حسبما هى فى الكتب المتقدمة وذكر الآخرين بالدعوة وبيان الشرع لهم ثم حكم عليهم سبحانه بان اكثرهم لا يعلمون الحق لاعراضهم عنه وليس المعنى فهم معرضون لانهم لا يعلمون بل المعنى فهم معرضون ولذلك