لخلقه لينهاهم عن مسألة الآيات لأنبيائه ولم ينزل عليهم شيء والأول أصح .
قوله تعالى فمن يكفر بعد منكم أي بعد إنزال المائدة .
وفي العذاب المذكور قولان .
أحدهما أنه المسخ والثاني جنس من العذاب لم يعذب به أحد سواهم .
قال الزجاج ويجوز أن يعجل لهم في الدنيا ويجوز أن يكون في الآخرة وفي العالمين قولان أحدهما أنه عام والثاني عالمو زمانهم وقد ذكر المفسرون أن جماعة من أصحاب المائدة مسخوا وفي سبب مسخهم ثلاثة أقوال .
أحدها أنهم أمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا فخانوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير رواه عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني أن عيسى خص بالمائدة الفقراء فتكلم الأغنياء بالقبيح من القول وشككوا الناس فيها وارتابوا فلما أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم مسخهم الله خنازير قاله سلمان الفارسي .
والثالث أن الذين شاهدوا المائدة ورجعوا إلى قومهم فأخبروهم فضحك بهم من لم يشهد وقالوا إنما سحر أعينكم وأخذ بقلوبكم فمن أراد الله به خيرا ثبت على بصيرته ومن أراد به فتنة رجع إلى كفره فلعنهم عيسى فأصبحوا خنازير فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا قاله ابن عباس