فتمثل له إبليس وأخذ طائرا فوضع رأسه على حجر ثم شدخه بحجر آخر ففعل به هكذا وكان لهابيل يومئذ عشرون سنة وفي موضع مصرعه ثلاثة أقوال .
أحدها على جبل ثور قاله ابن عباس والثاني بالبصرة قاله جعفر الصادق والثالث عند عقبة حراء حكاه ابن جرير الطبري .
و في قوله فأصبح من الخاسرين ثلاثة أقوال .
أحدها من الخاسرين الدنيا والآخرة فخسرانه الدنيا أنه أسخط والديه وبقي بلا أخ وخسرانه الآخرة أنه أسخط ربه وصار إلى النار قاله ابن عباس والثاني أنه أصبح من الخاسرين الحسنات قال الزجاج .
والثالث مني الخاسرين أنفسهم باهلاكهم إياها قاله القاضي أبو يعلى فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين .
قوله تعالى فبعث الله غرابا يبحث قال ابن عباس حمله على عاتقه فكان إذا مشى تخط يداه ورجلاه في الأرض وإذا قعد وضعه إلى جنبه حتى رأى غرابين اقتتلا فقتل أحدهم الآخر ثم بحث له الأرض حتى واراه بعد أن حمله سنين وقال مجاهد حمله على عاتقه مائة سنة وقال عطية حمله حتى أروح وقال مقاتل حمله ثلاثة أيام وفي المراد بسوأة أخيه قولان .
أحدهما عورة أخيه والثاني جيفة أخيه