وفي تسميتها بالجوارح قولان .
أحدهما لكسب أهلها بها قال ابن قتيبة أصل الاجتراح الاكتساب يقال امرأة لا جارح لها أي لا كاسب .
والثاني لأنها تجرح ما تصيد في الغالب ذكره الماوردي قال أبو سليمان الدمشقي وعلامة التعليم أنك إذا دعوته أجاب وإذا أسدته استأسد ومضى في طلبه وإذا أمسك أمسك عليك لا على نفسه وعلامة إمساكه عليك أن لا يأكل منه شيئا هذا في السباع والكلاب فأما تعليم جوارح الطير فبخلاف السباع لأن الطائر إنما يعلم الصيد بالأكل والفهد والكلب وما أشبههما يعلمون بترك الأكل فهذا فرق ما بينهما .
وفي قوله مكلبين ثلاثة أقوال .
أحدها أنهم أصحاب الكلاب رواه أبو صالح عن ابن عباس وهو قول ابن عمر وسعيد بن جبير وعطاء والضحاك والسدي والفراء والزجاج وابن قتيبة قال الزجاج يقال رجل مكلب وكلابي أي صاحب صيد بالكلاب .
والثاني أن معنى مكلبين مصرين على الصيد وهذا مروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد .
والثالث ان مكلبين بمعنى معلمين قال أبو سليمان الدمشقي وإنما قيل لهم مكلبين لأن الغالب من صيدهم إنما يكون بالكلاب قال ثعلب وقرأ الحسن وأبو رزين مكلبين بسكون الكاف يقال أكلب الرجل إذا كثرت كلابه وأمشى إذا كثرت ماشيته والعرب تدعو الصائد مكلبا .
قوله تعالى تعلمونهن مما علمكم الله قال سعيد بن جبير تؤدبونهن لطلب