فان قيل ما الحكمة في أن الله تعالى ذكر في أول الكلام درجة وفي آخره درجات فعنه جوابان .
أحدهما أن الدرجة الأولى تفضيل المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر منزلة والدرجات تفضيل المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر منازل كثيرة وهذا معنى قول ابن عباس .
والثاني أن الدرجة الأولى درجة المدح والتعظيم والدرجات منازل الجنة ذكره القاضي أبو يعلى إن الذين توفهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأوههم جهنم وسآءت مصيرا .
قوله تعالى إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
أحدها أن أناسا كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر لم تدع قريش أحدا إلا أخرجوه معهم فقتل أولئك الذين أقروا بالإسلام فنزلت فيهم هذه الآية رواه عكرمة عن ابن عباس وقال قتادة نزلت في أناس تكلموا بالإسلام فخرجوا مع أبي جهل فقتلوا يوم بدر واعتذروا بغير عذر فأبى الله أن يقبل منهم