فصل .
قال أهل التفسير والكف عن هؤلاء المذكورين في هذه الآية منسوخ بآية السيف وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما .
قوله تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ في سبب نزولها قولان .
أحدهما أن عياش بن أبي ربيعة أسلم بمكة قبل هجرة رسول الله ثم خاف أن يظهر إسلامه لقومه فخرج إلى المدينة فقالت أمه لابنيها أبي جهل والحارث ابني هشام وهما أخواه لأمه والله لا يظلني سقف ولا أذوق طعام ولا شرابا حتى تأتياني به فخرجا في طلبه ومعهما الحارث بن زيد حتى أتوا عياشا وهو متحصن في أطم فقالوا له انزل فان أمك لم يؤوها سقف ولو تذق طعاما ولا شرابا ولك علينا أن لا نحول بينك وبين دينك فنزل فأوثقوه وجلده كل واحد منهم مائة جلدة فقدموا به على أمه فقالت والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر فطرح موثقا في الشمس حتى أعطاهم ما أرادوا فقال