قوله تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور يريد أن العيش فيها يغر الإنسان بما يمنيه من طول البقاء وسينقطع عن قريب قال سعيد بن جبير هي متاع الغرور لمن لم يشتغل بطلب الآخرة فأما من يشتغل بطلب الآخرة فهي له متاع بلاغ إلى ما هو خير منها .
لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور .
قوله تعالى لتبلون في أموالكم وأنفسكم في سبب نزولها خمسة أقوال .
أحدها أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي وعبد الله بن رواحة فغشي المجلس عجاجة الدابة فخمر ابن أبي أنفه بردائه وقال لا تغبروا علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال ابن أبي إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذنا في مجالسنا وقال ابن رواحة اغشنا به في مجالسنا يا رسول الله فانا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود فنزلت هذه الآية رواه عروة عن أسامة بن زيد