قوله تعالى وإذ غدوت من أهلك قال المفسرون في هذا الكلام تقديم وتأخير تقديره ولقد نصركم الله ببدر وإذ غدوت من أهلك وقال ابن قتيبة توىء من قولك بوأتك منزلا إذا أفدتك إياه أو أسكنتكه ومعنى مقاعد للقتال المعسكر والمصاف واختلفوا في أي يوم كان ذلك على ثلاثة أقوال .
أحدها أنه يوم أحد قاله عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود و ابن عباس والزهري وقتادة والسدي والربيع وابن اسحاق وذلك أنه خرج يوم أحد من بيت عائشة إلى أحد فجعل يصف أصحابه للقتال والثاني أنه يوم الأحزاب قاله الحسن ومجاهد ومقاتل .
والثالث يوم بدر نقل عن الحسن أيضا قال ابن جرير والأول أصح لقوله تعالى إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وقد اتفق العلماء أن ذلك كان يوم أحد .
قوله تعالى والله سميع عليم قال أبو سليمان الدمشقي سميع لمشاورتك إياهم في الخروج ومرادهم للخروج عليم بما يخفون من حب الشهادة .
إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون .
قوله تعالى إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا قال الزجاج كنت النبوئة في ذلك الوقت وتفشلا تجبنا ويخورا والله وليهما أي ناصرهما قال جابر بن عبد الله نحن هم بنو سلمة وبنو حارثة وما نحب أن لو لم يكن ذلك لقول الله والله وليهما وقال الحسن هما طائفتان من الأنصار همتا بذلك فعصمهما الله وقيل لما رجع عبد الله ابن أبي في أصحابه يوم أحد همت الطائفتان باتباعه فعصمهما الله