الكذب والشتم ومخالفة دينكم قال القاضي أبو يعلى وفي هذه الآية دلالة على أنه لا يجوز الاستعانة باهل الذمة في أمور المسلمين من العمالات والكتبة ولهذا قال أحمد لا يستعين الإمام بأهل الذمة على قتال أهل الحرب وروي عن عمر أنه بلغه أن ابا موسى استكتب رجلا من أهل الذمة فكتب إليه يعنفه وقال لا تردوهم إلى العز بعد إذ أذلهم الله .
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله و إذا لقوكم قالوا آمنا و إذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور .
قوله تعالى ها أنتم أولاء تحبونهم قال ابن عباس كان عامة الأنصار يواصلون اليهود ويواصلونهم فلما أسلم الأنصار بغضهم اليهود فنزلت هذه الآية والخطاب بهذه الآية للمؤمنين قال ابن قتيبة ومعنى الكلام ها أنتم يا هؤلاء فأما تحبونهم فالهاء والميم عائدة إلى الذين نهوا عن مصافاتهم وفي معنى محبة المؤمنين لهم أربعة أقوال .
أحدها أنها الميل اليهم بالطباع لموضع القرابة والرضاع والحلف وهذا المعنى منقول عن ابن عباس .
والثاني أنها بمعنى الرحمة لهم لما يفعلون من المعاصي التي يقابلها العذاب الشديد وهذا المعنى منقول عن قتادة .
والثالث أنها لموضع إظهار المنافقين الإيمان روي عن أبي العالية .
والرابع أنها بمعنى إرادة الإسلام لهم وهم يريدون المسلمين على الكفر وهذا قول المفضل و الزجاج والكتاب بمعنى الكتب قاله الزجاج