قوله تعالى إن الذين كفروا بعد إيمانهم اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال أحدها أنها نزلت فيمن لم يتب من أصحاب الحارث بن سويد فانهم قالوا نقيم بمكة ونتربص بمحمد ريب المنون قاله ابن عباس و مقاتل والثاني أنها نزلت في اليهود كفروا بعيسى والانجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن قاله الحسن وقتادة وعطاء الخراساني والثالث أنها نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد بعد إيمانهم بصفته ثم ازدادوا كفرا باقامتهم على كفرهم قاله أبو العالية قال الحسن كلما نزلت آية كفروا بها فازداوا كفرا وفي علة امتناع قبول توبتهم أربعة أقوال أحدها انهم ارتدوا وعزموا على إظهار التوبة لستر أحوالهم والكفر في ضمائرهم قاله ابن عباس والثاني انهم قوم تابوا من الذنوب في الشرك ولم يتوبوا من الشرك قاله أبوالعالية والثالث أن معناه لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت وهو قول الحسن وقتادة وعطاء الخراساني والسدي والرابع لن تقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر قاله مجاهد .
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين .
قوله تعالى إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار روى أبو صالح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة دخل من كان من أصحاب الحارث بن سويد حيا في الإسلام فنزلت هذه الآية فيمن مات منهم كافرا قال الزجاج وملء الشيء مقدار ما يملؤه قال سيبويه والخليل والملء بفتح الميم الفعل تقول ملأت الشيء أملؤه ملأ المصدر بالفتح لا غير والملاءة التي تلبس ممدودة والملاوة من الدهر القطعة الطويلة