قوله تعالى ها أنتم قرأ ابن كثير هأنتم مثل هعنتم فأبدل من همزة الاستفهام الهاء أراد أأنتم وقرأ نافع و أبو عمرو وهانتم ممدودا استفهام بلا همزة وقرأ عاصم وابن عامر و حمزة والكسائي ها أنتم ممدودا بن يونس الأرموي ومحمد ابن عبد المنعم ومهموزا ولم يختلفوا في مد هؤلاء و أولاء .
قوله تعالى فيما لكم به علم فيه قولان أحدهما أنه ما راوا وعاينوا قاله قتادة والثاني ما أمروا به ونهوا عنه قاله السدي فأما الذي ليس لهم به علم فهو شأن إبراهيم عليه السلام وقد روى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان بين إبراهيم وموسى خمسمائة وخمس وسبعون سنة وبين موسى وعيسى ألف وستمائة واثنتان وثلاثون سنة وقال ابن إسحاق كان بين إبراهيم وموسى خمسمائة وخمس وستون سنة وبين موسى وعيسى ألف وتسعمائة وخمس وعشرون سنة وقد سبق في البقرة معنى الحنيف .
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .
قوله تعالى إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه في سبب نزولها قولان أحدهما أن رؤساء اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك و أنه كان يهوديا وما بك إلا الحسد فنزلت هذه الآية ومعناها أحق الناس بدين إبراهيم الذين اتبعوه على دينه وهذا النبي صلى الله عليه وسلم على دينه قاله ابن عباس والثاني أن عمرو بن العاص أراد أن يغضب النجاشي على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال للنجاشي إنهم ليشتمون عيسى فقال النجاشي ما يقول صاحبكم في عيسى فقالوا يقول إنه عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم فأخذ النجاشي من سواكه قدر ما يقذي العين فقال والله ما زاد على ما يقول صاحبكم ما يزن هذا القذى ثم قال أبشروا فلا دهورة اليوم على حزب إبراهيم