يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون .
قوله تعالى ولتنظر نفس ما قدمت لغد أي لينظر أحدكم أي شيء قدم أعملا صالحا ينجيه أم سيئا يوبقه ولا تكونوا كالذين نسوا الله أي تركوا أمره فأنساهم أنفسه أي أنساهم حظوظ أنفسهم فلم يعملوا بالطاعة ولم يقدموا خيرا قال ابن عباس يريد قريظة والنضير وبني قينقاع .
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم .
قوله تعالى لو أنزلنا هذا القرآن على جبل أخبر الله بهذا عن تعظيم شأن القرآن وأنه لو جعل في جبل على قساوته وصلابته تمييزا كما جعل في بني آدم ثم أنزل عليه القرآن لتشقق من خشية الله وخوفا أن لا يؤدي حق الله في تعظيم القرآن والخاشع المتطاطىء الخاضع والمتصدع المتشقق وهذا توبيخ لمن لا يحترم القرآن ولا يؤثر في قلبه مع الفهم والعقل ويدلك على هذا المثل قوله تعالى وتلك الأمثال نضربها للناس ثم أخبر بعظمته وربوبيته فقال تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو قال الزجاج قوله