فنادى نداء يسمعه الأولون والآخرون أين خصماء الله فتقوم القدرية فيؤمر بهم إلى النار يقول الله تعالى ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر وإنما قيل لهم خصماء الله لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية على العبد ثم يعذبه عليها وروى هشام بن حسان عن الحسن قال والله لو أن قدريا صام حتى يصير كالحبل ثم صلى حتى يصير كالوتر ثم أخذ ظلما وزورا حتى ذبح بين الركن والمقام لكبه الله على وجهه في سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر وروى مسلم في أفراده من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس وقال ابن عباس كل شيء بقدر حتى وضع يدك على خدك وقال الزجاج معنى بقدر أي كل شيء خلقناه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه ونصب كل شيء بفعل مضمر المعنى إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر .
قوله تعالى وما أمرنا إلا واحدة قال الفراء أي إلا مرة واحدة وكذلك قال مقاتل مرة واحدة لا مثنوية لها وروى عطاء عن ابن عباس قال يريد إن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر وقال ابن السائب المعنى وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كلمح البصر ومعنى اللمح بالبصر النظر بسرعة .
ولقد أهلكنا أشياعكم أي أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم الماضية فهل من مدكر أي متعظ وكل شيء فعلوه يعني الأمم