مضر هذا قول الجمهور من المفسرين وأهل اللغة وروى عطاء عن ابن عباس قال يريد بالشعوب الموالي وبالقبائل العرب وقال أبو رزين الشعوب أهل الجبال الذين لا يعتزون لأحد والقبائل قبائل العرب وقال أبو سليمان الدمشقي وقد قيل إن القبائل هي الأصول والشعوب هي البطون التي تتشعب منها وهذا ضد القول الأول .
قوله تعالى لتعارفوا أي ليعرف بعضكم بعضا في قرب النسب وبعده قال الزجاج المعنى جعلناكم كذلك لتعارفوا لا لتفاخروا ثم أعلمهم أن أرفعهم عنده منزلة أتقاهم وقرأ أبي بن كعب وابن عباس والضحاك وابن يعمر وأبان عن عاصم لتعرفوا باسكان العين وكسر الراء من غير ألف وقرأ مجاهد وأبو المتوكل وابن محيصن لتعارفوا بتاء واحدة مشددة وبألف مفتوحة الراء مخففة وقرأ أبو نهيك والأعمش لتتعرفوا بتاءين مفتوحة الراء وبتشديدها من غير ألف .
قوله تعالى إن أكرمكم وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ومجاهد وأبو الجوزاء أن بفتح الهمزة قال الفراء من فتح أن فكأنه قال لتعارفوا أن الكريم التقي ولو كان كذلك لكانت لتعرفوا غير أنه يجوز لتعارفوا على معنى ليعرف بعضكم بعضا أن أكرمكم عند الله أتقاكم