وقيل إنهما نزلتا على سبب وهو ما روى العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال لما أنزل اله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسابكم به الله اشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب فقالوا قد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها آمن الرسول قال الزجاج لما ذكر ما تشتمل عليه هذه السورة من القصص والأحكام ختمها بتصديق نبيه والمؤمنين وقرأ ابن ابن عباس وكتابه فقيل له في ذلك فقال كتاب أكثر من كتب ذهب به إلى اسم الجنس كما تقول كثر الدرهم في أيدي الناس وقد وافق ابن عباس وفي قراءته حمزة والكسائي وخلف وكذلك في التحريم وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وكتبه هاهنا بالجمع وفي التحريم بالتوحيد وقرأ أبو عمرو بالجمع في الموضعين .
قوله تعالى لا نفرق بين أحد من رسله قرأ أبو عمرو ما أضيف إلى مكنى على حرفين مثل رسلنا و رسلكم باسكان السين وثقل ما عدا ذلك وعنه في قوله تعالى على رسلك روايتان التخفيف والتثقيف وقرأ الباقون كل ما في القرآن من هذا الجنس بالتثقيل ومعنى قوله لا نفرق بين احد من رسله أي لا نفعل كما فعل أهل الكتاب آمنوا ببعض وكفروا ببعض وقرأ يعقوب لا يفرق بالياء وفتح الراء .
قوله تعالى غفرانك أي نسألك غفرانك والمصير المرجع