مشغول هذا قول ابن عباس و مجاهد وعكرمة والسدي والربيع بن أنس والفراء و مقاتل وقال الربيع كان احدهم يجيء إلى الكاتب فيقول اكتب لي فيقول إني مشغول فيلزمه ويقول إنك قد أمرت بالكتابه فيضاره ولا يدعه وهو يجد غيره وكذلك يفعل الشاهد فنزلت ولا يضار كاتب ولا شهيد والثاني أن معناه النهي للكاتب أن يضار من يكتب له بان يكتب غير ما يمل عليه وللشاهد أن يشهد بما لم يستشهد عليه هذا قول الحسن وطاووس وقتادة وابن زيد واختاره ابن قتيبة و الزجاج واحتج الزجاج على صحته بقوله تعالى وإن تفعلوا فانه فسوق بكم قال ولا يسمى من دعا كاتبا ليكتب وهو مشغول أو شاهد فاسقا إنما يسمى من حرف الكتاب أو كذب في الشهادة فاسقا والثالث أن معنى المضارة امتناع الكاتب أن يكتب والشهادة أن يشهد وهذا قول عطاء في آخرين .
قوله تعالى وإن تفعلوا يعني المضارة .
وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم .
قوله تعالى وإن كنتم على سفر إنما خص السفر لأن الأغلب عدم الكاتب والشاهد فيه ومقصود الكلام إذا عدمتم التوثق بالكتاب والاشهاد فخذوا الرهن .
قوله تعالى فرهان قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعبد الوارث فرهن بضم الراء والهاء من غير ألف وأسكن الهاء عبد الوارث ووجهه التخفيف وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزه والكسائي فرهان بكسر الراء وفتح الهاء وإثبات