ثم خاطب كفار مكة فقال ولو نشاء لجعلنا منكم فيه قولان .
أحدهما أن المعنى لجعلنا بدلا منكم ملائكة ثم في معنى يخلفون ثلاثة أقوال أحدها يخلف بعضهم بعضا قاله ابن عباس والثاني يخلفونكم ليكونوا بدلا منكم قاله مجاهد والثالث يخلفون الرسل فيكونون رسلا إليكم بدلا منهم حكاه الماوردي .
والقول الثاني أن المعنى ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة أي قلبنا الخلقة فجعلنا بعضكم ملائكة يخلفون من ذهب منكم ذكره الماوردي .
قوله تعالى وإنه لعلم للساعة في هاء الكناية قولان .
أحدهما أنها ترجع إلى عيسى عليه السلام ثم في معنى الكلام قولان أحدهما نزول عيسى من اشراط الساعة يعلم به قربها وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي والثاني أن إحياء عيسى الموتى دليل على الساعة وبعث الموتى قاله ابن إسحاق .
والقول الثاني أنها ترجع إلى القرآن قاله الحسن وسعيد بن جبير وقرأ الجمهور لعلم بكسر العين وتسكين اللام وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأبو عبد الرحمن وقتادة وحميد وابن محيصن بفتحهما .
قال ابن قتيبة من قرأ بكسر العين فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة ومن فتح العين واللام فانه بمعنى العلامة والدليل