أحدها أنها بمعنى كل قاله أبو عبيدة وأنشد للبيد ... تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها ... .
أراد كل النفوس .
والثاني أنها صلة والمعنى يصبكم الذي يعدكم حكي عن الليث .
والثالث أنها على أصلها ثم في ذلك قولان أحدهما أنه وعدهم النجاة إن آمنوا والهلاك إن كفروا فدخل ذكر البعض لأنهم على أحد الحالين والثاني أنه وعدهم على كفرهم الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة فصار هلاكهم في الدنيا بعض الوعد ذكرهما الماوردي .
قال الزجاج هذا باب من النظر يذهب فيه المناظر إلى إلزام الحجة بأيسر ما في الأمر وليس في هذا نفي إصابة الكل ومثله قول الشاعر ... قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزلل ... .
وإنما ذكر البعض ليوجب الكل لأن البعض من الكل ولكن القائل إذا قال أقل ما يكون للمتأني إدراك بعض الحاجة وأقل ما يكون للمستعجل الزلل فقد أبان فضل المتأني على المستعجل بما لا يقدر الخصم أن يدفعه فكأن المؤمن قال لهم أقل ما يكون في صدقة أن يصبكم بعض الذي يعدكم وفي بعض ذلك هلاككم قال وأما بيت لبيد فإنه أراد ببعض النفوس نفسه وحدها