هذه الجنة لا يخيب فإنها إن أصابها الطل حسنت وإن أصابها الوابل أضعفت فكذلك نفقة المؤمن المخلص والبصير من أسماء الله تعالى معناه المبصر قال الخطابي وهو فعيل بمعنى مفعل كقولهم أليم بمعنى مؤلم .
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون .
قوله تعالى أيود أحدكم هذه الآية متصلة بقوله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم ومعنى أيود أيحب و إنما ذكر النخيل والأعناب لأنهما من أنفس ما يكون في البساتين وخص ذلك بالكبير لأنه قد يئس من سعي الشباب في اكسابهم .
قوله تعالى وله ذرية ضعفاء أي ضعاف و إذا ضعفت الذرية كان أحنى عليهم وأكثر إشفاقا فأصابها يعني الجنة إعصار وهي ريح شديدة تهب بشدة فترفع إلى السماء ترابا كانه عمود .
قال الشاعر ... إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا ... .
أي لاقيت أشد منك فان قيل كيف جاز في الكلام أن يكون له جنة فأصابها ولم يقل فيصيبها أفيجوز أن يقال أتود أن يصيب مالا فضاع والمراد فيضيع فالجواب أن ذلك جائز في وددت لأن العرب تلقاها مرة أن ومرة لو