قوله تعالى و إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى في سبب سؤاله هذا أربعة أقوال أحدها أنه رأى ميتة تمزقها الهوام والسباع فسأل هذا السؤال وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة و الضحاك وعطاء الخراساني وابن جريج و مقاتل وما الذي كانت هذه الميتة فيه ثلاثة أقوال أحدها كان رجلا ميتا قاله ابن عباس والثاني كان جيفة حمار قاله ابن جريج و مقاتل والثالث كان حوتا ميتا قاله ابن زيد والثاني أنه لما بشر باتخاذ الله له خليلا سأل هذا السؤال ليعلم صحة البشارة ذكره السدي عن ابن مسعود و ابن عباس وروي عن سعيد بن جبير أنه لما بشر بذلك قال ما علامة ذلك قال أن يجيب الله دعاءك ويحيي الموتى بسؤالك فسأل هذا السؤال والثالث أنه سأل ذلك ليزيل عوارض الوسواس وهو قول عطاء ابن أبي رباح والرابع أنه لما نازعه نمرود في إحياء الموتى سأل ذلك ليرى ما أخبر به عن الله وهذا قول محمد بن اسحاق .
قوله تعالى أو لم تؤمن أي أولست قد آمنت أني أحيي الموتى وقال ابن جبير ألم توقن بالخلة .
قوله تعالى بلى ولكن ليطمئن قلبي اللام متعلقة بفعل مضمر تقديره ولكن سألتك ليطمئن أو أرني ليطمئن قلبي ثم في المعنى أربعة أقوال أحدها لأعلم انك تجيبني إذا دعوتك قاله ابن عباس والثاني ليزداد قلبي يقينا قاله سعيد بن جبير وقال الحسن كان إبراهيم موقنا ولكن ليس الخبر كالمعاينة والثالث ليطمئن قلبي بالخلة روي عن ابن جبير أيضا والرابع أنه كان قلبه متعلقا برؤية إحياء الموتى فأراد ليطمئن قلبه بالنظر قاله ابن قتيبة وقال غيره كنت نفسه تائقة إلى رؤية ذلك وطالب الشيء قلق إلى أن يظفر بطلبته يدل على أنه لم يسأل لشك أنه قال أرني كيف تحيي الموتى وما قال هل تحيي الموتى