قوله تعالى أصطفى البنات قال الفراء هذا استفهام فيه توبيخ لهم وقد تطرح ألف الاستفهام من التوبيخ ومثله أذهبتم طيباتكم الأحقاف 20 وأذهبتم يستفهم بها ولا يستفهم ومعناهما واحد وقرأ أبو هريرة وابن المسيب والزهري وابن جماز عن نافع وأبو جعفر وشيبة وإنهم لكاذبون اصطفى بالوصل غير مهموز ولا ممدود قال أبو علي وهو على وجه الخبر كأنه قال اصطفى البنات على البنين كما يقولون كقوله ذق انك أنت العزيز الكريم الدخان 49 .
قوله تعالى مالكم كيف تحكمون لله بالبنات ولأنفسكم بالبنين أم لكم سلطان مبين أي حجة بينة على ما تقولون فائتوا بكتابكم الذي فيه حجتكم .
وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أنهم قالوا هو وإبليس أخوان رواه العوفي عن ابن عباس قال الماوردي وهو قول الزنادقة والذين يقولون الخير من الله والشر من إبليس .
والثاني أن كفار قريش قالوا الملائكة بنات الله والجنة صنف من الملائكة يقال لهم الجنة قاله مجاهد .
والثالث أن اليهود قالت إن الله تعالى تزوج إلى الجن فخرجت من بينهم الملائكة قاله قتادة وابن السائب .
فخرج في معنى الجنة قولان أحدهما أنهم الملائكة والثاني الجن .
فعلى الأول يكون معنى قوله ولقد علمت الجنة أي علمت الملائكة إنهم أي إن هؤلاء الشركين لمحضرون النار