قوله تعالى على أكثرهم يعني أهل مكة وهذه إشارة إلى إرادة الله تعالى السابقة لكفرهم فهم لا يؤمنون لما سبق من القدر بذلك .
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أنها مثل وليس هناك غل حقيقة قاله أكثر المحققين ثم لهم فيه ثلاثة أقوال أحدها أنها مثل لمنعهم عن كل خير قاله قتادة والثاني لحبسهم عن الإنفاق في سبيل الله بموانع كالأغلال قاله الفراء وابن قتيبة والثالث لمنعهم من الإيمان بالله قاله أبو سليمان الدمشقي .
والقول الثاني أنها موانع حسية منعت كما يمنع الغل قال مقاتل بن سليمان حلف أبو جهل لئن رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ليدمغنه فجاءه وهو يصلي فرفع حجرا فيبست يده والتصق الحجر بيده فرجع إلى أصحابه فأخبرهم الخبر فقام رجل منهم فأخذ الحجر فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم طمس الله على بصره فلم يره فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه فنزل في أبي جهل إنما جعلنا في أعناقهم أغلالا الآية ونزل في الآخر وجعلنا من بين أيديهم سدا